SELAMAT DATANG DI BLOG RESMI BADRUDDIN MUHAMMAD

Minggu, 16 Agustus 2009

Sainthood and prophecy

الولاية والنبوة عند محي الدين بن عربي


يعتبر محي الدين بن عربي ( ت 638 = 1240 ) علامة بارزة في تاريخ التصوف الإسلامي: قديماً وحديثاً .
أما في القديم , فيرجح ذلك إلى عدة عوامل : أولاً : أنه استوعب التراث الصوفي لسابقيه ، وألّم بجميع فروع الثقافة الإسلامية حتى عصره . وهذان الجانبان واضحان تماماً في مؤلفاته الموسوعية حتى يمكن القول – دون مبالغة – إن كتابه الفتوحات المكية يعدّ خلاصة جامعة للتصوف الإسلامي كله .
ثانياً: أن حوالي خمسين سنة كاملة من عمره الطويل نسبياً ( عاش ابن عربي 78 سنة ) قد اتجهت أساساً للتأليف ، ونتيجة لذلك ، فقد ترك تراثًا ضخماً ، قّل أن يدانيه فيه أحد من صوفية الإسلام . ثالثاً : أن المذهب الذي آمن به ابن عربي ن وعمل على تقديمه إلى العالم الإسلامي ، وهو مذهب وحدة الوجود ، كان من العمق بحيث تطلّب عرضه كثيراً من المؤلفات كما كان من الغرابة بحيث اضطر صاحبه إلى الحديث عنه في عدد مختلف من المستويات ، كاد يصّرح في بعضها بحقيقة مذهبه ، وآثر في البعض الآخر أن يحجبه بستار من الكتمان.

رابعاً : أن هذا المذهب نفسه ، وما تؤدي إليه نتائجه على مستوى العقيدة قد قسم الناس في أمر ابن عربي فريقين : أحدهما وهم المغالون والمتشددون من الوهابيين ومن سار على مسارهم , هبط به إلى زمرة المارقين عن الدين، ومعلوم أن الوهابين وأشياعهم يكفرّون المذاهب كافة سنّة وشيعة وتصوف .
بينما ارتفع به الفريق الآخر إلى مصاف الأولياء والصالحين . وكان من نتيجة هذا الإنقسام أن كثرت المؤلفات التي وضعت في شأن ابن عربي والشروح التي حاولت بيان مقصده إلى جانب الفتاوى التي أجابت الجمهور المتطلع عن حكم الإسلام في قراءة مؤلفاته . خامساً : منذ ظهر ابن عربي والتصوف الإسلامي يحمل الكثير من بصماته ، فإذا تجاوزنا نطاق العالم الفارسي ، الذي دان معظم مفكّريه بآراء ابن عربي وبسطوها أحياناً في ثوب شعري جميل ،وأحياناً أخرى في بناء منطقي متناسق ، وجدنا بعض الطرق الصوفية الكبرى – التي لم يدع قط إليها – قد تأثرت ببعض أفكاره بل إن الصوفية الذين ما كانوا يجرؤون من قبل على التصريح بآرائهم ،الخاصة صاروا بعده أكثر اطمئنانا إلى أن يقولوا ما يشاءون ، ولا نتصور واحداً مثل عبد الكريم الجيلاني ( ت 805 = 1402 ) يضع كتابه الإنسان الكامل مالم يمهد له ابن عربي الأرض بنشر الفتوحات المكية و( فصوص الحكم ) وأمثالهما.
وفي العصر الحديث ، جذبت شخصية ابن عربي اللامعة اهتمام الباحثين في الفكر الإسلامي ، كما حظيت فلسفته بقدر وافر من الإستحسان ، وخاصة في العالم الغربي فقد كتب عنه المسشرق الاسباني آسين بلاثيوسي 1931 كتابه الضخم
Elislam cristianizado studio del sufismoa
Traves de lasdoras de abenarabi de
Murcia ( marid 1931) وقد ترجم جزءاً مهماً منه الدكتور عبد الرحمن بدوي ، في كتاب بعنوان ابن عربي ، حياته ومذهبه ( ط الانجلو المصرية 1965 ) وفي سنة1938 أبو العلا عفيفي رسالته للدكتوراه عن فلسفة ابن عربي ولم تزل حتى الآن باللغة الإنجليزية .وهي بعنوان The mystical philosophy of muhid-dinibnul-arabi(cambridge 1938)
وفي سنة 1958 نشر المستشرق الفرنسي هنري كوريان بحثه المتميز عن الخيال في مذهب ابن عربي بعنوان :
l,imagination creatrice dans lesoufism
d,ibn arabi (paris,1958) أما في العالم العربي فإن دراسة ابن عربي مازالت تحتاج إلى جهود كثيرة ، على الرغم من بعض البحوث والدراسات القيمة التي ظهرت في هذا المجال . وحسبنا أن نشير منها إلى البحث القيم الذي كتبه إبراهيم مذكور عن وحدة الوجود بين ابن عربي واسبينوزا ، ضمن أبحاث الكتاب التذكاري عن محي الدين بن عربي دار الكاتب العربي 1969 وبعض الأعمال المهمة التي خصص لها محمود قاسم كل جهده ، قبل وفاته ، وأهمها الخيال في مذهب ابن عربي ( معهد الدراسات العربية – القاهرة 1969 )ومحي الدين بن عربي وليبنستز ( مكتبة القاهرة الحديثة -1972).
ومن الغريب أن الباحث في تراث ابن عربي يفاجأ بعدم نشر الكثير من مخطوطاته كما أن أكثر ما طبع منها في أمّس الحاجة إلى التحقيق العلمي الحديث ، ويتضح ذلك مما يلي : نشر عثمان يحي رسالة للدكتوراه بالفرنسية عن إحصاء مؤلفات ابن عربي ، وهي بعنوان : Histoire et classification desoeuvresd,ibn Arabi,2 vol.(damas.1964) وفيها يُحصَى 846 مؤلفاً لابن عربي : مابين كتاب كبير يبلغ آلاف الصفحات ، ورسالة صغيرة لا تتجاوز عدة ورقات ، وقد لا نعدوا الصواب حين نقرر أن ما طبع من هذا العدد الضخم لا يقترب بحال من خمسين فقط ، صحيح أن العدد السابق مبالغ فيه لأنه يحتوى على بعض العناوين المكررة أو نسخ متعددة من عمل واحد ، وصحيح أيضاً أن نسبة كبيرة من هذا العدد مشكوك في نسبتها إلى ابن عربي . لكن على الرغم من ذلك كله ،فإن ما يتبقى بعد التصفية الموضوعية لمؤلفات ابن عربي الأصلية من الزائفة – يظل يشكل نسبة هائلة إذا ما قورن بالمطبوع فعلاً ، فضلاً عن المحقق .
إن الكتب المحققة تحقيقاً علمياً مُرضياً من إنتاج ابن عربي قليلة للغاية ، وهي على التحديد .
- فصوص الحكم ، تحقيق وشرح أبو العلا عفيفي ( ط دار إحياء الكتاب العربي القاهرة 1946 )
- التدبيرات الإلهية - عقلة المستوفز تحقيق ليبرج (ليدن 1919
- إنشاء الدوائر
- لطائف الأسرار ، تحقيق أحمد زكي عطية ، وعبد الباقي سرور دار الفكر العربي 1969 .
- الفتوحات المكية ، تحقيق عثمان يحي ( بدأ نشر السفر الأول بالقاهرة 1972 وقد ظهر حتى الآن تسعة أسفار ، ولم يكتمل الكتاب بعد ) .
- العبادلة ،تحقيق عبد القادر عطا ( مكتبة القاهرة 1969 )
- التجليات ، تحقيق عثمان يحي ( مجلة المشرق 1969 )
- روح القدس في مناصحة النفس ، تحقيق حامد طاهر وهو رسالة ماجستير نوقشت بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة ، 1972 .
أما باقي المطبوع من مؤلفات ابن عربي ، فقد شاءت الظروف أن تخرج ناقصة أحياناً أو محرفة في سائر الأحيان . وقصة كتاب روح القدس أوضح مثال على ذلك ، فقد طُبع مرتين ناقصاً وفي المرة الثالثة نشر على أنه كتابان لابن عربي : أحدهما روح القدس ، الثاني المباديء والغايات ، مع أن المباديء والغايات مازال مخطوطاً ، بل إنه مفقود حتى اليوم ، وفي المرات الثلاث لم يعتمد الناشرون للكتاب على نسخة يمكن الوثوق بها ، فضلاً عما ورد في طبعاته من التصحيف والتحريف .
لقد نسب عدد المؤلفات إلى ابن عربي ، وهي ليست له ويرجع ذلك إلى عدة عوامل أهمها أن شخصية هذا الصوفي الكبير كان لها سحرها الذي دفع أحياناً بعض الصوفية إلى أن يضعوا مؤلفات ، وينسبوها إلى ( الشيخ الأكبر ) وأخيراً فإن ( الشعراني ) في القرن العاشر الهجري قد نبهنا إلى أن خصوم ابن عربي أنفسهم قد لجؤوا إلى الدس عليه في مؤلفاته حتى يكون أكثر عرضة للطعن .
لذلك فإن أي نص ينشر لابن عربي يحتاج إلى القيام بمحاولة جادة لتوثيق نسبته إليه تمهيداً لإدراجه في قائمة مؤلفاته ، وصولا إلى وضع ترتيب تاريخي لهذه المؤلفات حتى يمكن متابعة خط التطور الذي سار فيه مذهب هذا الصوفي الكبير ، ومن حسن حظ القائمين بهذا العمل أن ابن عربي نفسه يقدم مساعدات مهمة في هذا الصدد ، فهو يحيل غالباً في مؤلفاته إلى ما سبق أن كتبه بالفعل ، أو ينوي أحيانا أن يكتبه فيما بعد ، كذلك فإنه يكثر من الإشارة إلى أسماء شيوخه وزملائه الذين التقى بهم في الطريق الصوفي . وكان له معهم محاولات ارتبطت بمواقف معينة في حياته ، وأحياناً ثالثة . يصرح ابن عربي مباشرة بتاريخ ومكان تأليف الكتاب الذي هو بصدده ، بالإضافة إلى ذكر الباعث له تأليفه . وهذه علامات مهمة تساعد الباحث على توثيق النص والإقرار بصحة نسبته إلى ابن عربي ، خاصة إذا لم يعثر الباحث إلا على نسخة واحدة من نفس النص للبحث صلة.

0 komentar:

Template by - Abdul Munir - 2008